حديث جوستافو الفارو

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


مواجهة عبدالغني الشريف

وصف مدرب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي جوستافو الفارو ( أرجنتيني ) دوري زين للمحترفين السعودي بأنه أشبه بسباق ( الفورمولا ون ) للسيارات ,, وقال " إن المنافسة القوية بين الأندية على القمة لن يحسمها إلا العلم ( الأحمر ) كما يحدث في سباقات السيارات وعندها يعرف الفائز بالدوري" ..

وقال في أول حوار له مع صحيفة سعودية "إنه سعيد بالعمل في الدوري السعودي ، وهي أول تجربة له خارج الأرجنتين، وأنه مذهول بالتطور الرائع في جدة والتعامل المثالي من السعوديين، وأنه انبهر بالمنشآت الرائعة في النادي الأهلي والتعامل المتميز والاحترافي من قبل إدارة النادي والعاملين به وكذلك الجماهير " ..

وزاد " إنه من الصعب أن يتم الحكم على مستوى الفريق من مباراة الرائد فقط، وبعد ست مباريات يمكن أن أقبل أي حكم " ,، وقال " أنا مدرب معروف ولي تاريخي الكبير وأنا اخترت من أفضل عشرة مدربي أندية في العالم حسب تصنيف تاريخ الإحصاءات" .. وأضاف الفارو "لدي صداقة خاصة مع مدرب الأرجنتيني مارادونا ودائماً ما يحدث بيننا اتصالات هاتفية وهو أول من هنأني عندما تعاقد معي النادي الأهلي " ..



ـ كيف وجدت أداء فريقك في مباراته الأولى أمام الرائد؟
أعتقد أن الفريق قدم أداء مقبولا خاصة أنها أول مباراة هذا الموسم وأنا راض عن البداية والمستوى وبالتأكيد من الصعب أن أقبل أي حكم على أداء الفريق من أول مباراة والحكم الحقيقي بعد ست مباريات والفريق كان في جاهزية جيدة من خلال المعسكر بألمانيا والمباريات الودية، وفي مباراة الرائد في الشوط الأول كان هناك صعوبة في تنفيذ ما طلبته من اللاعبين لعدة أسباب، وفي الثاني لعبنا بشكل أفضل وفتحنا الملعب ومن المؤكد أن فريق الرائد صعب المهمة لأنه لعب بطريقة دفاعية قوية وأغلق كل الطرق وفرض رقابة على مفاتيح اللعب لكن الأهم أننا حصلنا على نقاط الفوز وهذا الهدف الذي كنا نسعى إليه من تلك البداية في الدوري.

ـ ظهر أداء الفريق بطيئاً في مباراة الرائد خاصة في خط الوسط؟
- أتفق معك والمشكلة أن هناك سوء فهم في تنفيذ ما طلبته بالإضافة إلى عدم التمركز الجيد الذي كان عليه، وفريق الرائد كان يلعب بكثافة دفاعية ووضعوا رقابة على لاعبي الطرف الجاسم والسفري وحتى المهاجمان مالك والراهب كان عليهما رقابة قوية ولذلك لم نستطع إيجاد أي حلول في الشوط الأول وبالتأكيد بعد التغييرات التي أجريتها في الشوط الثاني وتغير طريقة اللعب نجحنا في أن نظهر بالشكل الجيد وسباستيان أوجد فارقا مع الريشـــاني ودرويش وحصلنا على مــا نريده وهو الفوز حتى لو في وقت صعب، وهناك أمور عديدة علينا أن نعمل على تجاوزها خاصة في خط الوسط، لكن أعتبر البداية جيدة ومثالية.

ـ فترة الإعداد في ألمانيا هل كانت مفيدة؟
استفدنا كثيراً من معسكر ألمانيا وأنا كمدرب ومعي جهازي المساعد طبقنا كل ما نريده وأوصلت طريقة اللعب وأسلوب اللاعبين الذين كانوا متجاوبين معي وساعدوني كثيراً خاصة في انضباطهم ورغبتهم في تنفيذ كل ما يطلب منهم وأعتقد أن اللاعبين استفادوا من المعسكر والمباريات الودية التي لعبناها.

ـ نتائج الفريق في مبارياته الودية أقلقت الجماهير؟
أنا لم أقلق من الخسائر ولم أفكر في موضوع الفوز والخسارة ولم أكترث، والمباريات الودية هي بمثابة وضع النقاط على الحروف، وما يهمني التعرف على الأخطاء وكنا في كل مباراة نحسن من مستوانا وعندما نلعب مباريات مع أندية أوروبية قوية فهي إعداد جيد وتشبه المباريات الآسيوية الكبيرة التي سنلعبها في دوري أبطال آسيا للموسم المقبل.

ـ بعد متابعتك لفرق الدوري.. كيف تجد المنافسة؟
أنا بعدما شاهدت جولتين من المباريات ففي رأيي أن فرق الدوري تنقسم إلى مجموعتين الأولى قوية وهي التي تبحث عن المنافسة على اللقب والأخرى الفرق التي تتصارع على البقاء ولكن أعتقد أن التنافس القوي بين فرق المقدمة سيكون قويا وهناك فرق جيدة تلعب بأداء جماعي منسجم ولكن المشكلة أن التوقف للمباريات أحياناً يكون صعبا لكن إذا كان من أجل المنتخب ومبارياته الهامة فنحن نحترم ذلك، وأنا أعتقد أن وجود أكثر من فرق تنافس على اللقب سيقدم أداء فنيا قويا ويمتع الجماهير وسيفيد المنتخب السعودي وبالتأكيد وجود مدربين كبار ولاعبين محترفين مميزين يعطي الدوري السعودي أسبقية جيدة وقوة.

ـ وجود فرق قوية مثل الهلال والاتحاد والشباب والنصر مع الأهلي على المنافسة.. هل يعني أن الدوري سيكون قويا؟
أنا سعيد عندما تكون المنافسة جميلة قوية وأعتقد أن الدوري السعودي سيكون مثل سباق الفورمولا ون ولن يظهر البطل إلا عندما ترفع الراية الحمراء في نهاية السباق.

ـ مشكلة الأهلي يعاني أمام الفرق الصغيرة.. فهل ستجد حلا لذلك؟
أنا كمدرب أشرفت على تدريب أندية كبيرة وصغيرة ومن خلال تجربتي التدريبية لا أخاف من أحد وطموحي الفوز، وإذا كان لدى الفريق مشاكل في الماضي فلست من يتحدث عنها وهذا العام سوف تتغير أشياء كثيرة وأنا من طبعي كمدرب أحترم كل الفرق الصغيرة والكبيرة.

ـ أحد المدربين من الأرجنتين كان يتفاوض مع فريق الاتفاق لكنه اعترض على ضعف المبلغ الذي قدم له بحكم تعاقدك مع الأهلي بمبلغ كبير وقال إنه يستحق مبلغا أكبر منك لأنه اعتبرك مدربا مغمورا في الأرجنتين؟
أنا عملت كمدرب في الأرجنتين لمدة 16 سنة مع أندية عديدة ودربت أندية لها تاريخ كبيرة وصعدت بأندية صغيرة لمصاف الدرجة الأولى في الدوري الأرجنتيني وحققت لقب بطولة كوبا أميركا الجنوبية وأعرف تاريخي التدريبي ولست مدربا مغمورا، ومن خلال تصنيف اتحاد الإحصاء الدولي كنت رقم 10 من أفضل مدربين في العالم، وكان مدرب مانشستر يونايتد فيرجسون الأول وأنا كنت العاشر وبالإمكان العودة لتاريخ هذه القائمة الموجودة لدى الاتحاد الدولي للإحصاء وهذه الحقيقة والواقع، وأنا مدرب واثق من إمكاناتي وأعمل بشكل إيجابي.

ـ لماذا نجح المدربون الأرجنتينيون في السعودية وتفوقوا على مدربي البرازيل؟
أولاً الطريقتان الأرجنتينية والبرازيلية يتشابهان، ولا يمكن أن يشك أحد في إمكانيات لاعبي البرازيل، وفي إحدى المرات قابلت سكرتير نادي فالنسيا الإسباني وسألته لماذا تفضلون اللاعب الأرجنتيني؟ فقال لي إن اللاعب الأرجنتيني قادر على التأقلم مع طريقة اللعب الأوروبية عكس اللاعب البرازيلي الذي يعتمد على مهاراته العالية، وهذا الأمر ينطبق على المدربين فالمدرب الأرجنتيني يجمع بين اللعب المهاري والأسلوب الأوروبي في التدريب، فضلاً أننا في الأرجنتين سريعو التأقلم مع العادات لأي دولة نعمل فيها والتأقلم الجيد ساعد المدرب كالديرون وكذلك المدرب هيكتور على النجاح وأيضاً وجود عوامل النجاح في الأندية لها دور كبير في نجاح أي مدرب في العالم.

ـ اللاعبون الأجانب المهاجم توليدو ولاعب الوسط سباستيان والمدافع موسكيراً.. هل تتحمل مسؤولية نجاحهم أو فشلهم؟
بالطبع أنا كمدرب مسئول عن كل اللاعبين أجانب أو محليين سواء من الناجية الإيجابية أو السلبية وأتمنى أن لا يكون الحكم على اللاعبين من مباراة أو ثلاث لأن اللاعب يحتاج لوقت للتأقلم مع الجو والعادات، وأقول شيئا مهما إن اللاعب الأجنبي جزء من الفريق ولا يوجد أي لاعب يصنع الفرق بنفسه لأن كرة القدم جماعية، فمثلاً الاتحاد لم يصبح بطلا للدوري باللاعبين الأجانب بل بكل الفريق، وبالتأكيد اللاعب الأجنبي يكون إضافة جيدة للفريق، ولاعبو فريقي سيقدمون الأفضل معنا وأنا لم أحضرهم إلا من أجل دعم الفريق.

ـ لماذا لم يشارك لاعب الوسط سباستيان كعنصر أساسي في مباراة الرائد؟
سباستيان عندما حضر معنا في معسكر ألمانيا تعرض لإصابة في التدريبات وخضع لبرنامج علاجي ثم برنامج لياقي وكان يحتاج وقتا للتأقلم مع اللاعبين لأنه لم يشارك في المباريات الودية، وأنا أعرف إمكانياته الجيدة وكان من الصعب أن أشركه كعنصر أساسي من البداية وعندما احتجته أشركته وقدم لي ما أريده، وأنا كمدرب دائماً أعتمد على عطاء اللاعب ولا أهتم بنجومية، وأحب اللاعب المقاتل وأعتبره اللاعب المفضل لدي وهذا الأمر موجود لدى كل المدربين في العالم، يحبون اللاعب المقاتل وأنا أكدت ذلك للاعبين.

ـ البعض ذكر أنك غير مقتنع بمستوى مالك معاذ من خلال معسكر ألمانيا؟
هذا الكلام غير صحيح ولم أقل هذا في حق أي لاعب لأنني أعتز بكل لاعبي فريقي وأنا أعرف أن مالك معاذ عائد من إصابة وفي فترة إعداد ويحتاج وقتا حتى يكون جاهزا للعودة لمستواه وهذا يحدث لأي لاعب مهما كانت نجوميته وبصراحة مالك معاذ لاعب كبير وأي مدرب يتمنى أن يكون معه لاعب في مستواه ونجوميته وسيكون ورقة رابحة مع بقية زملائه.

ـ كيف وجدت إمكانيات لاعبي الأهلي؟
بصراحة أنا كمدرب لا أعرف المجاملة، الأهلي لديه لاعبون أكفاء وجيدون بدنيا ولياقياً وأنا سعيد بإشرافي على الفريق وهناك عناصر شابة مميزة ولاعبو خبرة كبار، وبصراحة الكرة العربية والسعودية تطورت بشكل كبير لكن أعتقد أن المشكلة التي تعاني منها الكرة العربية كثرة تغيير المدربين وهذه نقطة سلبية وهي سبب تراجع مستويات الأندية واللاعبين لأن تغيير المدربين يؤثر على أداء اللاعبين، وميزة اللاعب العربي السرعة واللياقة العالية وهم يمتلكون نفس المهارة التي لدى لاعبي البرازيل والأرجنتين ولكن الذي يعيقهم أن اللاعب العربي ليس لديه حب لتنفيذ الجانب التكتيكي وأيضاً الفرق هو تطبيق الاحتراف من عدم السهر والغذاء الجيد، فاللاعب في الأرجنتين يحترف من سن صغيرة ويطبق الاحتراف مبكراً والفارق هذا من الصعب تغييره الآن، إلا لو وجدت أكاديميات متخصصة، وأعجبتني أكاديمية النادي الأهلي لأنها تطبق بناء اللاعب بشكل جيد.

ـ الأهلي يعاني من عدم نجاحه في تحقيق لقب الدوري من فترة طويلة.. هل هذا يسبب ضغطا عليك؟
بالعكس هذا الجانب سيعطيني حافزا قويا لتحقيق الدوري وأنا هدفي الدوري وهو طموح كل الفرق وأنا تحدثت مع اللاعبين وقلت لهم إن أمامكم فرصة تاريخية لكي تسجلوا اسمكم في تاريخ النادي بتحقيق لقب الدوري وإسعاد جماهيركم وهذا الأمر سيكون حافزا لي وللاعبين وليس عيبا أن يبتعد فريق عن تحقيق لقب الدوري، ففي الأرجنتين فريق كلوب رسينج لم يحقق الدوري لمدة 35 عاماً ولكنه حقق اللقب بعد ذلك وأنا ليس لدي أي ضغط من هذا الأمر بل هو حافز لدي.

ـ هل تعتقد أن قوة شخصية المدرب تساعد على نجاحه؟
بالتأكيد أن كل الفرق تظهر شخصية المدرب وقوة شخصية المدرب عامل إيجابي له وللفريق والمدرب لن يفرض شخصيته إلا للمصلحة العامة ولفرض النظام على الجميع وأنا أبرهن على قوة فريقي وبالتأكيد أنا كمدرب أحترم كل اللاعبين والمدرب له شخصيته القوية التي يفرضها باحترامه للجميع والعلاقة الإيجابية مع كل من يتعامل معه.

ـ ماذا كان تصورك عن السعودية قبل وصولك إلى جدة؟
أنا سعيد بتواجدي بينكم، وبصراحة الشعب السعودي رائع وحضاري، وأنا معجب بمدينة جدة وحتى الإمكانيات العالية في الأهلي رائعة ومتميزة والنظام في النادي أكثر مما كنت أتوقعه، وتعامل الإدارة رائع وتعرفت على الأمير خالد بن عبدالله وهو رجل لديه خبرة رياضية مميزة وكذلك التعامل الجيد من المشرف على الفريق الأمير فهد بن خالد ورئيس النادي عبدالعزيز العنقري وجميع العاملين تجعلني سعيدا بهذا الجو المثالي خاصة أن الجميع في الأهلي لديهم طموح وحماس لتحقيق البطولات، وعندما جاءني عرض الأهلي سألت عددا من المدربين والأصدقاء والجميع امتدح لي التعامل في الأهلي.

ـ التنافس بين الأهلي والاتحاد قوي.. هل لديك معرفة بذلك؟
بالتأكيد عرفت مدى قوة التنافس بين الفريقين وهذه الأجواء عشتها بصورة أكبر في الأرجنتين ولعبت ديربيات كبيرة هناك وبحماس أكثر من لديكم، وبالتأكيد أن كل المباريات التي سألعبها سيكون شعاري هو الفوز بها وليس مباراة الاتحاد فقط.

ـ هل لديك علاقة مع المدرب كالديرون؟
لا يوجد بيننا علاقة قوية وكالديرون لاعب كبير في الكرة الأرجنتينية وربما معرفتي القليلة به لأنه كمدرب لم يعمل في الأرجنتين وعمل خارجها بعكسي أنا لم أعمل خارج الأرجنتين إلا هذه المرة في الأهلي، وعموماً أنا أكن له التقدير والاحترام.

ـ ما قصة صداقتك مع مارادونا مدرب منتخب الأرجنتين؟
مارادونا نجم كبير ومميز في تاريخ الأرجنتين وكرة القدم في العالم وهو صديق شخصي لي وأتحدث معه بصفة دائمة ونتحدث عن كرة القدم وعندما وقعت مع الأهلي اتصل بـــي وهنأني وبارك لي التعاقد، وأتمنى له التوفيق في مباراتــه المقبلــة مع البرازيل في تصفيات كـــأس العالم.

ـ من أبرز اللاعبين الذين لفتوا نظرك في الدوري الآن؟
لم أشاهد كل المباريات، واللاعبون الذين لفتوا نظري كثير، لكن لاعب الهلال ولهامسون كان رائعاً، وهناك لاعبون مميزون قدموا أداء رائعا، وبالتأكيد مع المباريات المقبلة ستظهر عناصر أخرى لأن لديكم لاعبين أكفاء في الدوري المحلي.

ـ من اللاعبون الذين ترشحهم في الاحتراف الخارجي من الأهلي؟
هناك عدة لاعبين منهم محمد مسعد ومحمد السفري وعلاء ريشاني وأحمد كانو.

ـ ماذا تقول لجماهير الأهلي؟
أشكرهم على حبهم لناديهم، وبصراحة حضورهم الكبير في مباراة الرائد كان أحد أسباب الفوز لأنهم أعطوا اللاعبين دافعا قويا، وأنا سعيد بالعمل في ناد جماهيري كبير مثل الأهلي، وأنا شاعر بالمسؤولية والعمل بفريق كبير، وأعرف حبهم لناديهم وأنهم محرجون من الماضي، ولكن أقول لهم انظروا للمستقبل، وأنا لا يمكن أن أعدهم بالبطولات ولكن أعدهم بالعمل الجاد وأن يشاهدوا فريقا يرفع رؤوسهم ونحن سنعمل بكل قوة لأن لدينا طموحا كبيرا أن نكون أقوياء، ومرة أخرى أشكر جمهور الأهلي الرائع على متابعتهم للفريق.